روى الطبرى قال
في سنة أربع وخمسين ولي معاوية عبيد الله بن زياد خراسان فأما سبب ذلك قالا لما مات زياد وفد عبيد الله الى معاوية فقال له من استخلف أخي على عمله بالكوفة قال عبدالله بن خالد بن أسيد قال فمن استعمل على البصرة قال سمرة بن جندب الفزاري فقال له معاوية لو استعملك أبوك استعملتك فقال له عبيد الله أنشدك الله أن يقولها الي أحد من بعدك لو ولاك أبوك وعمك لوليتك
قالا وكان معاوية اذا أراد أن يولي رجلا من بني حرب ولاه الطائف فان رأى منه خيرا وما يعجبه ولاه مكة معها فان أحسن الولاية وقام بما ولي قياما حسنا جمع له معهما المدينة فكان اذا ولي الطائف رجلا قيل هو في أبي جاد فاذا ولاه مكة قيل هو في القرآن فاذا ولاه المدينة قيل هو قد حذق
قالا فلما قال عبيد الله ما قال ولاه خراسان ثم قال له حين ولاه اني قد عهدت اليك مثل عهدي الى عمالي ثم أوصيك وصية القرابة لخاصتك عندي لا تبيعن كثيرا بقليل وخذ لنفسك من نفسك واكتف فيما بينك وبين عدوك بالوفاء تخف عليك المؤؤنة وعلينا منك وافتح بابك للناس تكن في العلم منهم أنت وهم سواء واذا عزمت على أمر فأخرجه الى الناس ولا يكن لأحد فيه مطمع ولا يرجعن عليك وأنت تستطيع واذا لقيت عدوك فغلبوك على ظهر الأرض فلا يغلبوك على بطنها وان احتاج أصحابك الى أن تؤاسيهم بنفسك فآسهم
المصدر: تاريخ الطبرى
No comments:
Post a Comment